بسم الله الرحمن الرحيم
منقول ::::::
علو الهمة في رمضان...نشرة من إعداد القسم العلمي بمدار الوطن
الحمدلله وحده،والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد: فإن فضائل سلف هذه الأمة كثيرة،ومآثرهم عظيمة،
ومن ذلك أغتنامهم لمواسم الطاعات، واستباقهم الخيرات.
قال ابن رجب:كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل وإتقانه،
ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله،ويخافون من رده وهؤلاء الذين
{يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة}"المؤمنون:10".
ومن نماذج علو همة السلف في رمضان:
الشوق إلى رمضان
قال بعض السلف:كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان،
ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم.
سباق إلى الجنان
وقال الحسن: إن الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه،يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته،
فسبق قوم ففازوا،وتخلف آخرون فخابوا،فالعجب من اللاعب الضاحك،
في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون، ويخسر المبطلون.
طريق الوصول
وقال بعض السلف:لم شرع الصيام؟قال:ليذوق الغني طعم الجوع،فلا ينسى الجائع.
جود السلف
كان ابن عمر يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين.
واشتهى بعض الصالحين من السلف طعاما، وكان صائما ًفوضع بين يديه عند فطوره،
فسمع سائلاً يقول:من يقرض الملي الوفي الغني؟-يعني الله تبارك وتعالى-
فقال:عبده المعدم من الحسنات،فقام فأخذ الصفحة،فخرج بها إليه وبات طاوياً.
وجاء سائل إلى الأمام أحمد،فدفع إليه رغيفين كان يعدهما لفطوره،ثم طوى وأصبح صائماً.
السلف ومراعاة المأمومين في القيام
روي أن عمر جمع ثلاثة قراء،فأمر أسرعهم قراءة أن يقرأ بالناس ثلاثين
،وأوسطهم بخمس وعشرين،وأبطأهم بعشرين.
وقال أحمد لبعض أصحابه وكان يصلي بهم في رمضان:
هؤلاء قوم ضعفى:اقرأ خمساً،ستاً،سبعاً،قال:فقرأت،فختمت ليلة سبع وعشرين.
وكلام أحمد يدل على أنه يراعي في القراءة حال المأمومين،
فلا يشق عليهم،ومن ا؟راد أن يزيد في القراءة ويطيل،وكان يصلي لنفسه فليطول ما شاء.
اجتهاد السلف في القيام
كان القارئ يقرأ بالمئين-أي المئات-في ركعة حتى كانوا يعتمدون على العصي من طول القيام.
وكانوا في زمن التابعين يقرأون البقرة في قيام رمضان
في ثمان ركعات،فإذا قرأ بها في اثنتي عشرة ركعة رأوا أنه قد خفف.
كان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث
ليال،وبعضهم في سبع،ومنهم قتادة،وبعضهم في كل عشر،منهم أبو رجاء العطاردي.
السلف والقرآن في رمضان
كان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها.
كان الأسود يقرأ القران في كل ليلتين في رمضان.
وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة
وفي بقية الشهر في ثلاث.
كان قتادة يختم في كل سبع دائماً،
وفي رمضان في كل ثلاث،وفي العشر الأواخر كل ليلية!
وكان الزهري إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام
الطعام.
وقال ابن عبد الحكم:كان مالك إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث
ومجالسه أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
وكان عبد الرزاق إذا دخل رمضان، ترك جميع العبادة،
وأقبل على قراءة القرآن.
وكانت عائشة رضي الله عنها تقرأ في المصحف أول النهار في
شهر رمضان،فإذا طلعت الشمس نامت.
وكان زبيد اليامي إذا حضر رمضان احضر المصاحف وجمع إليه
أصحابه.
وقال الوهيب بن الورد:قيل لرجل:ألا تنام؟قال:إن عجائب القرآن
أطرن نومي!
قال محمد بن كعب كنا نعرف قارئ القرآن بصفرة لونه،يشير إلى
سهره وطول تهجده.
السلف والعشر الأواخر
قال سفيان الثوري:أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر،أن يتهجد
بالليل، ويجتهد فيه،وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن طاقوا ذلك.
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصلي من الليل ما شاء أن
يصلي ،حتى إذا كان نصف الليل،أيقظ أهله للصلاة،
يقول لهم :الصلاة.
خوف السلف من عدم القبول
قال عبد العزيز بن أبي رواد:أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح،فإذا
فعلوه،وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا؟
السلف وختم رمضان بالاستغفار
كتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار يأمرهم بختم رمضان
بالاستغفار وصدقة الفطر.
ويروى عن أبي هريرة رضي الله عنه:الغيبة تخرق الصيام،
والاستغفار يرقعه،فمن استطاع منكم أن يجيء بصيام مرقع فليعمل.
تهنئة وتعزية
كان علي رضي الله عنه ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان:يا ليت شعري!
من هذا المقبول فنهنيه ؟ومن هذا المحروم فنعزيه.
نسأل الله القبول والفوز في هذا الشهر الكريم.