0Øياء0
المساهمات : 54 تاريخ التسجيل : 26/09/2009
| موضوع: ثمانية لابد منها على الفتى ولابد أن تجري عليه الثمـانيه سرور وهمٌّ واجتماع وفرقة ويُسْر وعسر ثم سقم وعافية الأحد 11 أكتوبر 2009, 17:11 | |
| [b] تسلية أهل المصائب ذكر أبو الفرج بن الجوزي : أن ذا القرنين ، لما رجع من مشارق الأرض و مغاربها ، و بلغ أرض بابل ، مرض مرضاً شديداً ، فلما أشفق أن يموت ، كتب إلى أمه : يا أماه ، اصنعي طعاماً ، واجمعي من قدرت عليه ، و لا يأكل طعامك من أصيب بمصيبة ، و اعلمي هل وجدت لشيء قراراً باقياً ، و خيالاً دائماً ؟ ! إني قد علمت يقيناً ، أن الذي أذهب إليه خير من مكاني ، قال : فلما وصل كتابه ، صنعت طعاماً ، و جمعت الناس ، و قالت : لا يأكل هذا من أصيب بمصيبة ، فلم يأكلوا !!! ، فعلمت ما أراد ، فقالت : من يبلغك عني أنك وعظتني فاتعظت ، و عزيتني فتعزيت ، فعليك السلام حياً و ميتاً . فإذا علم المصاب أنه لو فتش العالم ، لم ير فيهم إلا مبتلى ، إما بفوات محبوب ، أو حصول مكروه ، فسرور الدنيا أحلام نوم ، أو كظل زائل ، إن أضحكت قليلا أبكت كثيراً ، و إن سرت يوماً ساءت دهراً ، و إن متعت قليلاً منعت طويلاً ، و ما ملأت داراً حبرةً إلا ملأتها عبرةً و ما حصلت للشخص في يوم سروراً ، إلا خبأت له في يوم شروراً . قال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : لكل فرحة ترحة ، و ما ملىء بيت فرحاً إلا ملىء ترحاً . و قال ابن سيرين : ما كان ضحك قط إلا كان بعده بكاء . فليعلم العبد أن فوت ثواب الصبر و التسليم هو الصلاة و الرحمة و الهداية في قوله تعالى : " إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون " .
************************************** للشيخ : علي عبد الخالق القرني أيها الأحبة: كُرُب الزمان وفقد الأحبة عموماً مع أخصية الأبناء والأحفاد والآباء خَطْب مؤلم، وحدث موجع، وأمر مهول مزعج؛ بل هو من أثقل الأنكاد التي تمر على الإنسان. نار تستعر، وحرقة تضطرم، تحترق به الكبد، ويفت به العضد؛ إذ هو الريحانة للفؤاد، والزينة بين العباد، لكن مع هذا نقول: فلرُبَّ أمـــر محزن لك في عواقبه الرضا ولربما اتسع المضيق وربما ضاق الفضـــا كم مغبوط بنعمة هي داؤه، ومحروم من دواء حرمانه هو شفاؤه! كم من خير منشور، وشر مستور! ورب محبوب في مكروه، ومكروه في محبوب! وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ [البقرة:216]. لا تكره المكروه عند حلوله إن العواقب لم تزل متباينه كم نعمة لا يُستهان بشكرها لله في طي المكاره كامنه لو استخبر المنصف العقل والنقل لأخبراه أن الدنيا دار مصائب وشرور، ليس فيها لذة على الحقيقة إلا وهي مشوبة بكَدَر؛ فما يُظن في الدنيا أنه شراب فهو سراب، وعمارتها -وإن حسنت صورتها- خراب، والعجب كل العجب مِمَّن يدُه في سلة الأفاعي كيف ينكر اللدغ واللسع؟! طُبعت على كدر وأنت تريدها صفواً من الأقذار والأكدار إنها على ذا وضعت، لا تخلو من بلية ولا تصفو من محنة ورزية، لا ينتظر الصحيح فيها إلا السقم، والكبير إلا الهرم، والموجود إلا العدم، على ذا مضى الناس؛ اجتماعٌ وفرقة، وميتٌ ومولود، وبِشْرٌ وأحزان: والمرء رهن مصائب ما تنقضي حتى يوسد جســمه في رَمسِه فمؤجل يلقى الردى فــي غيره ومعجل يلقى الردى في نفسه هل رأيتم، بل هل سمعتم بإنسان على وجه هذه الأرض لم يُصَبْ بمصيبة دقَّت أو جلَّت حتى في قطع شسع نعله؟ الجواب معلوم: لا. وألف لا، ولولا مصائب الدنيا مع الاحتساب لوردنا القيامة مفاليس، كما ورد عن أحد السلف : ثمانية لابد منها على الفتى ولابد أن تجري عليه الثمـانيه سرور وهمٌّ واجتماع وفرقة ويُسْر وعسر ثم سقم وعافية جزء من محاضر للشيخ الداعية علي عبد الخالق القرني " أنصح بسماعها كاملة على هذا الرابط " (كشف الكربة عند فقد الأحبة ) للشيخ : ( علي عبد الخالق القرني )
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=25860#25860
| |
|